2012/02/05

الثلج

الثّلج

عند الصّباح قمت ناظرا إلى الرّبا
وكان الثّلج يملأ القِفارْ
فكلّ شيء صار يبدو معجِبَا
إذ جلّل البياضُ الاخضرارْ
كقطع القطن بدا .. أو كالهبَا
تنثره الريح على الجِدارْ
فيدفن التّربة حتّى تحجبَا
وبرده يعذّب النّهارْ
خرجتُ أبتغي مدينتي مذبذَبَا
بين البقاءِ .. والرّحيل في القطارْ
هبّ النّسيم قاسيا معذِّبَا
فدغدغ الأوصالَ في انتصارْ
آثار نعلٍ ساقها حبّ الإبَا
صاحبها قد غاب في ذاك القرارْ
وادٍ أراه اليوم صار مرعبا
قد غاب فيه صاحبي دون انتظارْ ..
* * *
أدركته ، وكان الثّلج قد هدَا ،
وعاد بعدُ مثلما قد كانْ
صافحته .. فمدّ لي منه يدَا
مملوءةً بالحبّ والحنانْ
وصرت أمشي معه مزوّدَا
بالسّلم والجمالِ والأمانْ
من بعد أن كنتُ وحيدًا أوحدَا
لاَ صاحبًا أراهُ أو يرانْ
بيت هناك قرب الغاب قد بدا
من فوقه سحابة من الدّخانْ
والنّهر قربنا ، وماؤه تجمّدا
والشّجر العاري يحسّ بالهوان
ووحده الغراب ظلّ أسودا
إن استثنيت الشّرّ والزّمانْ
وصاحبي يشرح لي سفرته مؤكِّدَا
أنّ الثّلوج حلّة من حلل الجِنانْ .


بقلم : سعيد رحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...