2011/09/28

جمائل وجدائل

الجدائل .

بشعاع الشّمس الفتّانْ
لوّنت الألوانْ
ورسمتُ الدّنيا حلمًا
وشذاه الرّيحانْ .
* * *
غرّدتُ على أعلى التّلّْ
بغناء منهلّْ
فاهتزّ لتغريدي الطّلّْ
وارتدّ إلى الظّلّْ
* * *
رفرفتُ وللطّير وصالْ
من حولي وجمالْ
فتركتُ الدّنيا تختالْ
بهوًى ودلالْ
* * *
فتّحتُ جفون الأزهارْ
والفجر مطلّ بنهارْ
فتبسّم للحسن ربيعْ
وانهالت فوقي الأنوارْ
* * *
أيقظتُ فراشًا ليطيرْ
ببساط من نسج النّورْ
وأنام عليه ، ونضيعْ
ما بين هناء وسرورْ
* * *
وسكرتُ بتغريد حمامْ
مبثوث بين الأنسامْ
ممزوجٍ بعبير ورودْ
كمزيج غرام وسلامْ
* * *
أهديتُ لفلاّح الرّيفْ
يومين : ربيع وخريفْ
فأتاني من بعدهما
بثمار جنان وقطوفْ
* * *
وكتبتُ على خدّ الرّملِ
تاريخ قيامي بالحفلِ
فأتتنا في العرس ظباءٌ
قتلتنا ظلما بالعدلِ
* * *
في الرّوض فتحنا الأبوابْ
فتدفّق ماءٌ وسرابْ
فنفخنا فيه فإذا
نور ممزوج بضبابْ
* * *
ورقدنا بين النّسرينْ
وأفقنا من بعد سنينْ
فسمعنا ضحك الدّنيا
من بعد وقوف وشجونْ
* * *
جمّعتُ نُثار الأوراقْ
ورششتُ بذاك الآفاقْ
فسمعنا من جوف الكونْ
تصفيقا يهدي الأرزاقْ
* * *
وجدلت الأنسام ضفائرْ
ورسمت الأقمار دوائرْ
لأشدّ جدائل أحلى
من سربٍ من بجَعٍ طائرْ


بقلم : سعيد رحيمي .

إلى سيّد الحَلْفاء

إلى سيّد الحَلْفاء


ويدٍ أهان البؤس منه جمالَها
فبدت كأنّ الظُّلم جاسَ خِلالَها
سوداءُ ..
ينحسرُ السّوادُ أمامها ..
ويروقُ لون الدّاجِياتِ حِيالَها ..
مَكلومةٌ ..
والكَلْمُ منها ساحةٌ للحُزن ..
ويلي ..
لا أُجيدُ مثالها ..
كالدّمعِ ..
كالبَأْساءِ ..
كالإفْلاسِ ..
لا ..
إنِّي ظلمتُ جُهُودها وخِصالَها .
بل .. كالرّضى ..
كالشّمسِ في إسعادِها ..
كالسّعْد في إشراقِهِ ..
أوْلى لَها .
لا تعرفُ الغِشَّ العقيم ..
وإنّما
تفتكُّ
في زمن الحرام
حَلاَلَهَا ..
وتصون عهدًا أبْرَمَتْهُ ..
وتتّقي
أن تمنع الإخوانَ يومًا
مالَها .
* * *
أو طَلعةٍ
كالأرض جَفَّ أَديمها
وكوى الهجيرُ ترابَها ورِمالَها ..
وتدافعت فيها الرّياح
وعانقتْ
فيها الجنوبُ
على التِّلال
شِمالَها ..
فيها ترى ألمَ الحياةِ مفصّلاً
وسرورَها ، وصُدودَها ، ووِصالَها ..
ونعيمها
وجحيمها
وعدوّها
ومحبَّها
ونساءَها .. ورِجالها .
فكأنّما الأيّامُ كنَّ لأجلها ..
والنّورُ كان
لكي يُقَبّلَ خالَها ..
والأرضُ كانت كي ترُوقَ سُهولُها
فيُحبَّها ..
فأحبَّها .. وجِبَالَها ..
* * *
يا سيّدًا ترك الدّلالَ لأهلهِ
إنّ البريّة
لا تبيعُ دلالَها ..
وحقرتَ آثار الحضارةِ زاهدًا
وبهاءها .. ونعيمَها .. وظلالَها ..
ونذرتَ للحَلْفَاءِ عمركَ كُلَّهُ
وقبلتَ منها لذعها ونِصالَها ..
أحببتَها والحُبُّ يُخْشى ذُلُّه ..
لكنّ مثلك قد نوى إذلالَها ..
تلقاك في قمم الجبال
وإنّها
تنمو هنالك أن تُهينَ جلالَها .
فتشدّها الأرض الحنون لصدرها
خوفًا تراك ممزّقا أوصالَها ..
ويخونها في الحال كلّ غرورها
لترى ، وقد شدّت يداكَ ، زوالَها ..
وتظلّ تجمعها بعزم ثابتٍ
لا ينثني
حتّى يرى أطلالَها .
ذي نبتةٌ ظنّتك تبغي ظُلمها
لكنّها لم تدرِ بعدُ مآلَها ..
ولو اَنّها علِمتْ للانَ مِراسُها
حتّى تَفُكّ من التّرابِ عِقَالَها ..
لتعيشَ في دُور الملوك
عزيزَةً ..
وتنالَ إذ تحوي العلومَ
كَمالَها .
نعمَ اليَدانِ
تَعرّضتْ للشّوكِ
كي تُهدِي لأيْدي النّاعمين
نِضالَها
ورقًا أرقّ من النُّضار
وربّما
لم يشكُر الفُصَحَاءُ بَعْدُ نَوالَها .


بقلم : سعيد رحيمي .

2011/09/19

حملة انتخابية في دولة العصافير

حملة انتخابية في دولة العصافير


جاء غراب .. وعُقابْ
كلٌّ يحمل أوراقا
وكراريس
وأقراصا
فسَّرَ فيها برنامج حكم الغابْ ..
كلٌّ وزّع مطويّاتْ
ألصق إعلاناتْ
عدّد أرقامًا
وزّع أكلا وبطاقاتْ ..
كلّ ألقى كلماتٍ
وخطاباتْ ..
والطّير جميعا
يسمع .. ينظر ..
يتناجى بالسّبّ وبالشّتم
ويرفض تلك الحركات ..
وتلك الأحزابْ ..
قال الباز :
أيحكم دولتنا العالية القدر غرابْ ؟
فاهتزّ البوم جميعا في المجلس والغربان ..
وقالوا :
لكن هل يحكمها بمخالبه الدّامية الأطرافِ عُقابْ ؟
وتزايدت الضّجّة والفوضى
وتطايرت الأوراق
وتصاعدت الأصواتْ ..
وتخاصمت الألسن والأقلام
وسُبَّ الأحياء جميعا والأموات ..
* * *
وهناك
بقرب النّهر
على غصن الدّوحة
وقفتْ قُمْرِيَّـهْ
تصدح بأناشيد السّلم
وأنغام الحرّيّـهْ ..
سمعت كلّ طيور الغاب أغانيها
نزلت تفهم عنها
معنى العلمانيّـهْ ..
وترى كيف يمرّ الغاب المجدب
نحو ربيع الدّيمقراطيّهْ ..
وإذا الأصوات جميعا تشدو معها
راضيةً مرْضيّـهْ .

بقلم : سعيد رحيمي .

2011/09/17

اعترافات بفلسطين

اعترافات بفلسطين


كلّ نجوم الكون قد اعترفتْ بفلسطينْ
في اللّيل تطلّ عليها
وتحيّيها
تتفقّدها
وتمرُّ إلى حيـنْ ..
حتّى تترُكَ للشّمس مكانا
فالشّمس تحبّ فلسطينْ ..
وتنير على كلّ النّاس
المقموعين المظلومينْ ..
وتحيّيهم
رغم أنوف المفتكّين المغتصبينْ ..
الشّمس تقول لكلّ النّاس :
" أنـــا شمس ُ فلسطيــــنْ ".
والمطر العذب يمرّ على كلّ شوارعها
وعلى كلّ مزارعها
وعلى كلّ مصانعها
ومواقعها
لا يخشى شركات النّفط
ولا شركات التّأمينْ ..
لا يخشى الدّول العظمى
لا تعنيه خسارة أو ربح البنـزينْ ..
والقمر الأبيض
كم قبّلها
من كفّ وجبينْ .
والبحر ..
وأمواج البحر ..
وحيتان البحر ..
جميعا ..
تشهد أنّ فلسطينْ ..
ليست غير فلسطينْ .
* * *
كلّ الأحرار
وكلّ الأخيار
في كلّ الأرض
سينتظرون الإعصارْ ..
كي ينطلقوا فيه إلى خطّ النّارْ ..
كي يجتازوا فيه الأسوارْ ..
ويعيدوا أهل الدّار إلى الدّارْ ..
لا شكّ
فإنّ الظّلم
وإن طال الوقت ، سينهارُ .. سينهارْ .

بقلم : سعيد رحيمي

2011/09/09

الخريف يمرّ سريعا

الخريف يمرّ سريعا


السّحْبُ تصفعُها الرّياحُ فتُخْنَقُ
غيْظًا ..
فينـزل دمعُها يتدفَّقُ ..
والشّمس غازلَها الجنوبُ ..
فلم تزَلْ
تسْعى إليْهِ ، خجولَةً ، تترَفَّقُ ..
والأرضُ ، والمحراث يلثُمُ حُسْنَها ،
عِشْقٌ تقدّسَ .. فهو حُرٌّ مُطْلَقُ ..
وعن الحياةِ تردّدَتْ أُنشودةٌ
تحتَ الثّرى ..
فإذا الثّرى يَتَشقّقُ ..
وأفاقَ شخصٌ نام تِسْعَة أشهر
بين الرُّبى ..
متمهّلا .. يتأنّقُ ..
لبسَ الحريرَ ..
وظلّ يسكبُ عطرهُ ..
فالأرضُ تلثم حسنه وتنَشَّقُ ..

 * * * * * *

عجبٌ من عجبْ
والخريفُ كتبْ
في السّما بالسّحُبْ :
][" بارِكُوا من أحـبّْ "][

* * *

سقسقي يا طيورْ ..
وارفلي في الحريرْ ..
واغرقي في العبيرْ ..
فاصفِرار الخريفْ ..
والتّراب اللّطيفْ ..
ذو العبير العنيفْ ..
من جمال الدّهورْ .

* * *

بردُ بعض النّسماتْ
مذْبِلٌ غَضَّ النّباتْ ..
وطيورٌ تختفي
خلف آفاق النجاة ..
وجفاءٌ يظهرُ ..
ورياح تكثُرُ ..
والسحاب الأغبرُ
صار يَعْدُو   يعْثُرُ ..
وحياةٌ تُقبَرُ ..
وفناءٌ مُشهَرُ .

* * * * * *

حول البُحيرَةِ والجمال مفرَّقُ
ورقٌ يكدّسه الزّمان الأحمقُ ..
وعلى المياه من الضّبابِ كتائبٌ
بيضاءُ تمضي فوقها .. لا تغرقُ ..
خوف من الموت القريب ..
وساعة
تحت المناجاة الأخيرة تُنفَقُ ..
وكأنْ خريف العام كِذْبَة كاذبٍ ،
ويد الفناء المستبدّ الأصدقُ ..
عجبا ، أتبتدئ الحياة .. فتنتهي ..
ويموت حبّ حالَما يتحقّقُ ؟..
ما أسرع العمْرَ القصير ..
لقد بدا
كاللّحظة العمياء ..
بل هو أضْيَقُ ..

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...