2011/09/07

الفراشة

هدّدتْني بأنّها سوف تمضي
فتوقّفتُ أملأ الحِسّ حسنَا
قد تجلّت لبسمة الشّمس تبدي ،
تتباهى ، جمالَها المستكنّا
فتعالى الجمال هذا سرورا
وتردّى الجمال ذلك حزنَا
ولبست الرّبيع تاجا ، فجنّت
من غرامي وعانقتني وطرنا
تلك كانت فراشة يا زماني
ربّ حبّ لم يسأل القلب إذنا .
ورقدنا حتّى إذا ما سقطنا
عند نبع الهيام همنا .. فقمنا .
وسكرنا فلم نزل نتهاوى
أين طرنا ، ولم نزل نتثنّى .
وكأنّ الوجود يدفع قولي
لم تكن يا وجود ساعة كنّا ..
وصعدنا إلى السّماء ، فباحت
لي بسِرٍّ هناك ، ثمّ نزلنا
غير أنّي كشفت ذلك للغاب ، ففرّت .. وخلّفتني معنّى ..
يا فؤادي قم واتّبعها ، فقلبٌ
مفرد ليس كالقلب مثنى ..
وأعدها هنا إلى الصّدر نخلُدْ ،
فإذا الموت عطّل الكون دمنا ..
إنّ خفق الجناح منها حياةٌ
ليس للموت عندها أيّ معنى ..
لو تسنّى لي اختطافها عاد عقلي ،
فكتمت الّذي بدا .. لو تسنّى .
ذا غرام يراه غيري عجيبا ،
لم يخبّر به فمٌ قبلُ أُذْنا ..
أنت يا جنّة تمرّ علينا
لذُنوبٍ .. توقّفي .. الآن تُبنا .
أنت يا زخرف الزّمان تعالَيْ
أكملينا .. كأنّما طرتِ منّا .
أو خذينا إلى علاك .. ومُنّي ..
من أنال العلا على الضّعف مَنّا ..
كلّ طرف إذا اعترضتيه أهدى ،
كلّ عيش إذا ملأتيه أهنا ،
كلّ ليل إذا هجرتيه أسجى ،
كلّ نور إذا حضرتيه أسنى  ..
حين كان الوجود أجهش شؤما ،
فتبسّمتِ لي فقَهْقَهَ يُمْنَا ..
مسرعا مرّ نحو حتف أكيدٍ ،
فرآنا في دربه .. فتأنّى ..
هكذا ضمّنا فأنّ سرورًا ..
إنّما كان هكذا ما تمنّى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...