2011/09/09

الخريف يمرّ سريعا

الخريف يمرّ سريعا


السّحْبُ تصفعُها الرّياحُ فتُخْنَقُ
غيْظًا ..
فينـزل دمعُها يتدفَّقُ ..
والشّمس غازلَها الجنوبُ ..
فلم تزَلْ
تسْعى إليْهِ ، خجولَةً ، تترَفَّقُ ..
والأرضُ ، والمحراث يلثُمُ حُسْنَها ،
عِشْقٌ تقدّسَ .. فهو حُرٌّ مُطْلَقُ ..
وعن الحياةِ تردّدَتْ أُنشودةٌ
تحتَ الثّرى ..
فإذا الثّرى يَتَشقّقُ ..
وأفاقَ شخصٌ نام تِسْعَة أشهر
بين الرُّبى ..
متمهّلا .. يتأنّقُ ..
لبسَ الحريرَ ..
وظلّ يسكبُ عطرهُ ..
فالأرضُ تلثم حسنه وتنَشَّقُ ..

 * * * * * *

عجبٌ من عجبْ
والخريفُ كتبْ
في السّما بالسّحُبْ :
][" بارِكُوا من أحـبّْ "][

* * *

سقسقي يا طيورْ ..
وارفلي في الحريرْ ..
واغرقي في العبيرْ ..
فاصفِرار الخريفْ ..
والتّراب اللّطيفْ ..
ذو العبير العنيفْ ..
من جمال الدّهورْ .

* * *

بردُ بعض النّسماتْ
مذْبِلٌ غَضَّ النّباتْ ..
وطيورٌ تختفي
خلف آفاق النجاة ..
وجفاءٌ يظهرُ ..
ورياح تكثُرُ ..
والسحاب الأغبرُ
صار يَعْدُو   يعْثُرُ ..
وحياةٌ تُقبَرُ ..
وفناءٌ مُشهَرُ .

* * * * * *

حول البُحيرَةِ والجمال مفرَّقُ
ورقٌ يكدّسه الزّمان الأحمقُ ..
وعلى المياه من الضّبابِ كتائبٌ
بيضاءُ تمضي فوقها .. لا تغرقُ ..
خوف من الموت القريب ..
وساعة
تحت المناجاة الأخيرة تُنفَقُ ..
وكأنْ خريف العام كِذْبَة كاذبٍ ،
ويد الفناء المستبدّ الأصدقُ ..
عجبا ، أتبتدئ الحياة .. فتنتهي ..
ويموت حبّ حالَما يتحقّقُ ؟..
ما أسرع العمْرَ القصير ..
لقد بدا
كاللّحظة العمياء ..
بل هو أضْيَقُ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...