2011/09/28

إلى سيّد الحَلْفاء

إلى سيّد الحَلْفاء


ويدٍ أهان البؤس منه جمالَها
فبدت كأنّ الظُّلم جاسَ خِلالَها
سوداءُ ..
ينحسرُ السّوادُ أمامها ..
ويروقُ لون الدّاجِياتِ حِيالَها ..
مَكلومةٌ ..
والكَلْمُ منها ساحةٌ للحُزن ..
ويلي ..
لا أُجيدُ مثالها ..
كالدّمعِ ..
كالبَأْساءِ ..
كالإفْلاسِ ..
لا ..
إنِّي ظلمتُ جُهُودها وخِصالَها .
بل .. كالرّضى ..
كالشّمسِ في إسعادِها ..
كالسّعْد في إشراقِهِ ..
أوْلى لَها .
لا تعرفُ الغِشَّ العقيم ..
وإنّما
تفتكُّ
في زمن الحرام
حَلاَلَهَا ..
وتصون عهدًا أبْرَمَتْهُ ..
وتتّقي
أن تمنع الإخوانَ يومًا
مالَها .
* * *
أو طَلعةٍ
كالأرض جَفَّ أَديمها
وكوى الهجيرُ ترابَها ورِمالَها ..
وتدافعت فيها الرّياح
وعانقتْ
فيها الجنوبُ
على التِّلال
شِمالَها ..
فيها ترى ألمَ الحياةِ مفصّلاً
وسرورَها ، وصُدودَها ، ووِصالَها ..
ونعيمها
وجحيمها
وعدوّها
ومحبَّها
ونساءَها .. ورِجالها .
فكأنّما الأيّامُ كنَّ لأجلها ..
والنّورُ كان
لكي يُقَبّلَ خالَها ..
والأرضُ كانت كي ترُوقَ سُهولُها
فيُحبَّها ..
فأحبَّها .. وجِبَالَها ..
* * *
يا سيّدًا ترك الدّلالَ لأهلهِ
إنّ البريّة
لا تبيعُ دلالَها ..
وحقرتَ آثار الحضارةِ زاهدًا
وبهاءها .. ونعيمَها .. وظلالَها ..
ونذرتَ للحَلْفَاءِ عمركَ كُلَّهُ
وقبلتَ منها لذعها ونِصالَها ..
أحببتَها والحُبُّ يُخْشى ذُلُّه ..
لكنّ مثلك قد نوى إذلالَها ..
تلقاك في قمم الجبال
وإنّها
تنمو هنالك أن تُهينَ جلالَها .
فتشدّها الأرض الحنون لصدرها
خوفًا تراك ممزّقا أوصالَها ..
ويخونها في الحال كلّ غرورها
لترى ، وقد شدّت يداكَ ، زوالَها ..
وتظلّ تجمعها بعزم ثابتٍ
لا ينثني
حتّى يرى أطلالَها .
ذي نبتةٌ ظنّتك تبغي ظُلمها
لكنّها لم تدرِ بعدُ مآلَها ..
ولو اَنّها علِمتْ للانَ مِراسُها
حتّى تَفُكّ من التّرابِ عِقَالَها ..
لتعيشَ في دُور الملوك
عزيزَةً ..
وتنالَ إذ تحوي العلومَ
كَمالَها .
نعمَ اليَدانِ
تَعرّضتْ للشّوكِ
كي تُهدِي لأيْدي النّاعمين
نِضالَها
ورقًا أرقّ من النُّضار
وربّما
لم يشكُر الفُصَحَاءُ بَعْدُ نَوالَها .


بقلم : سعيد رحيمي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...