2011/12/31

الحيرة

الحيرة

نقلا عن جدّي:
نقلا عن جدّة جدّي :
نقلا عن أجداد
كلٌّ ينقل هذا القول مُعادًا عن جدِّ :
« أبنائي – أحفادي ..
وبناتي .. وحفيداتي :
ما حال الدّنيا من بعدي ؟
ما حال رفاتي ؟
ما حال القبر الممتدِّ ؟
لا شكّ بأنّ الأرض تدورْ ..
 وأنّ الشّمس تنيرْ ..
وأنّ النّجم بعيد نفس البعدِ ..
لكنّي لا أعرف ما معنى أن أوجد
ثمّ أموت .. أموت لوحدي ..
لا أعرف معنى أن يوجد إنسان
ذو عقل
ذو فعل
يبكي ..
 يشقى ..
تحرقه النّار ..
يجمّده الثّلج ..
ثمّ يصير ترابا .. لا يحفل للدّفء وللبردِ ..
لا أفهم معنى أَلَمِ الإنسانْ ..
لا أفهم معنى للدّنيا ..
لا أفهم شيئا ممّا حولي ..
والأخطاء الكبرى تعصف بالهزل وبالجدِّ ..
* * *
يا أحفادي ..
يوما أدركني ألمٌ أوهن من عزمي
حتّى صرت أصيح من الأوجاعْ ..
ساعتها أدركت بأنّ الكون
بما فيه جميعا
ليس له معنى
إن كان تكوّن كي أتألّم ..
إن كان تكوّن كي يرهقني فيه صداعْ ..
والأحياءْ ..
كلّ الأحياء في ألم وصراعْ ..
وسؤالي ما زال جديدا
لم أَلْقَ له من رَدِّ :
ما معنى أن يوجد إنسان
كي يتألّم
مذ كان شقيّا بين خلايا حيرى
حتّى يصبح أشقى
ما بين رفات حيرى في اللّحْدِ ؟
أنا أعلم أنّ جواب سؤالي
إمّا أصعب من أن يصنعه إنسانْ ..
أو أيسر من أن يختلف عليه اثنانْ ..
لكنّ بداية فهم سؤالي
وجواب سؤالي
لن تتحقّق
إلاّ عند استفحال الألم الموقظ للرّشدِ ..
عند النّظر إلى الدّنيا
من زاوية
تستشرف معنى اللاّمعنى المحجوب
من الحدّ إلى الحدِّ .. »

شعر : سعيد رحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...