2012/01/16

أحبّك يا شتاء

أحبّك يا شتاء .

طولُ الزّمان ، وإن أصاب ، حبيبُ
هذا الشّتاء ، كما تشاء ، قريبُ .
كم أشتهي يوما عنيفًا ممطرًا
للرّيح فيه تمنّعٌ وهبوب ،
والرّعد أخرس ليس يحسن منطقًا ،
والماء مفضوح الهوى مسكوبُ .
كم أشتهي ليلاً طويلاً ، ناره
كالحبّ فيه تأجّج ولهيبُ ،
والذّئب يعوي في الجبال مناجيا
كلبي ودون عداوة ، فيجيب ،
ومن الدّياجي منظر لا ينتهي
وصفًا ، عليه محاسن وعيوبُ ،
وعلى السّماء ملامح الوجه الّذي
قد عذّبته مصائب وخطوبُ .
كم أشتهي وقع العواصف تلتقي
بين الفجاج وللفؤاد وجيب ،
رغَبًا كأنّ الموت أصبح حاجتي ،
رَهَبًا كأنّك يا جمال رهيب ،
والصّرصر اللّذّاعة انكفأت على
أرضي لتكنس شغلها التّوضيب ،
حتّى إذا جاء الرّبيع ببشْره
فرش الحرير ، وأحكم التّرتيبُ .
كم أشتهي زمنًا جميلاً أبيضًا
في رأسه الثّلج الجليل مَشيبُ ،
فأعيش في وهمٍ أظنّ الدّهر قد
خاف الفناء ، وإنّه مكروب ،
وأكون أسعد شامت في دهره ،
هذا كذلك ساقه المكتوب .
يا أُنس قلبي بالزّمان مكفّنًا ،
ومن الرّياح جهالة ونحيب ،
ومن السّماء مدامع مسكوبة ،
ومن الوحوش من الجبال نديبُ ،
زمن النّبات حِداده مستنكرًا
أوراقَه ، ومن الغراب نعيب ..
وغدا سينبض بالهوى قلب إذا
دفئتْ جوانبه الثّلوجُ تذوب ،
ويكون بعثٌ بعد موت رائعٍ ،
بعث المطيع إلى الجِنان يؤوبُ .
إن تأتِ بالجَدْب القبيح لأهله
فالماء هامٍ والجمال خصيب .
إنّي أحبّ الماء يُسكب في الثّرى ،
ولأنتظرْ فالعيش سوف يطيب .
إنّ انتظاري غايتي ، لا غايتي ،
ما دام ما يأتي هو المطلوبُ .


شعر : سعيد رحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قوقعة العسل

في بداية الربيع تبدي النحلة ابتهاجها بحلول هذا الفصل فتختار قوقعة لتضع فيها العسل مليئا ببيوضها ومن فرط بهجتها تزيّن القوقعة باللّون الأخ...